بعد استعادة السلطة في أفغانستان، حاولت حركة طالبان إقامة علاقات مع المجتمع الدولي. ومع ذلك، فإن تطبيقهم الصارم للشريعة الإسلامية والتدابير القمعية ضد المرأة قد أدى إلى عزلة البلاد بشكل شبه كامل.
ومنذ سقوط كابول في أغسطس 2021، قطعت العديد من الدول علاقاتها الدبلوماسية مع الحكومة الأفغانية الجديدة. وحتى الآن، لا توجد دولة في العالم تعترف رسميًا بالحكومة. تسعى بعض الدول إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية، ولكن عدد قليل فقط من الدول، وهي روسيا وتركيا واليابان والهند وباكستان والصين، لا تزال تحتفظ بسفارات في البلاد. والصين هي الدولة الوحيدة التي عينت سفيرا، لكنها لا تعترف بالحكومة الأفغانية.
الاهتمام المتزايد بأفغانستان
ورغم أن المستشاريات الغربية تثبط عزيمتها، إلا أن أفغانستان تجتذب على نحو متناقض السياح الأجانب على الرغم من المخاطر الأمنية، بما في ذلك الهجمات والاختطاف والاحتجاز التعسفي، فضلاً عن غياب الخدمات القنصلية في حالة حدوث مشاكل.
ولثني الزوار المحتملين، يؤكد البعض على التعقيدات الإدارية للتنقل بين المحافظات ونقاط التفتيش المختلفة، ونقص البنية التحتية السياحية، وندرة المواقع الثقافية التي دمرت ونهبت خلال عقود الحرب.
وعلى الرغم من هذه التحديات، زار 7000 سائح أجنبي أفغانستان في عام 2023، بتشجيع من زيادة الروابط الجوية، عبر دبي أو اسطنبول في المقام الأول. ومع ذلك، لا يزال هذا العدد بعيدًا كل البعد عن ما يقرب من 200 ألف سائح غربي عبروا أفغانستان في السبعينيات في طريقهم إلى كاتماندو أو جوا.
واليوم، يأتي السياح الذين يأتون لاستكشاف الجمال الفريد لأفغانستان ومواقعها الثقافية والتاريخية المتميزة في المقام الأول من الصين أو تايلاند أو اليابان، حيث يتجنبون باكستان بسبب تزايد انعدام الأمن.
تأهيل المواقع السياحية
وتحاول طالبان تحسين صورتها من خلال الترويج لاستعادة الأمن. ورغم أن هذا صحيح إلى حد ما، إلا أنه لا تزال هناك هجمات متفرقة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية. ومع ذلك فإن بعض المدونين يزعمون أن أفغانستان لم تعد آمنة منذ الغزو السوفييتي في عام 1979. وبالإضافة إلى ذلك، يسلط بعض الناس الضوء على أنه أصبح من الممكن الآن السفر إلى الجزء الجنوبي من البلاد، وهو الأمر الذي كان مستحيلاً في السابق.
وأعلنت حركة طالبان مؤخرًا إعادة فتح معهد السياحة وإدارة الفنادق. والأكثر إثارة للدهشة هو أنهم أطلقوا برنامجًا لإنعاش السياحة في مواقع، بما في ذلك باميان، موطن تمثالي بوذا العملاقين اللذين يعود تاريخهما إلى القرن السادس. ولسوء الحظ، قامت حركة طالبان بتدمير تماثيل بوذا بالديناميت قبل 23 عامًا. وهم يعولون على هذا الموقع لجذب السياح والمنظمات غير الحكومية، مما يسهل عودة الاستثمارات المتوقفة بسبب العقوبات الدولية.
اكتشاف المزيد من دليل شمول
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.