وأثار مقتل سائحين إسرائيليين ومواطن مصري مؤخرا، فضلا عن إصابة شخص آخر على يد شرطي مصري في الإسكندرية، مخاوف بشأن تأثير الحادث على قطاع السياحة في مصر. وهذا مثير للقلق بشكل خاص في ضوء التصريحات المتفائلة للمسؤولين المصريين بشأن “نتائج إيجابية في قطاع السياحة خلال عام 2023”.
وتتعرض مصر حاليا لضغوط لزيادة احتياطيات النقد الأجنبي. وتمثل السياحة والتحويلات المالية المصدرين الرئيسيين للدخل بالدولار الأمريكي في البلاد.
وأشار خبراء السياحة إلى أن الحادث الأخير الذي وقع في الإسكندرية من المرجح أن يؤثر على السياحة الإسرائيلية والأمريكية بشكل مباشر. لكن المشاريع المتعلقة بقطاعي السياحة والآثار ستستمر. ومن المتوقع أن تشهد مدينة الإسكندرية زيارات رسمية ووفودًا أجنبية كبيرة في الأيام التالية لافتتاح المتحف الروماني. من السابق لأوانه الحكم على التأثير المباشر لحادث الإسكندرية على السياحة المصرية. ومع ذلك، لا شك أن هناك قلقا بشأن حساسية الحادث، خاصة وأن قطاع السياحة لم يشهد استقرارا منذ سنوات.
ويرى خبراء السياحة أن قطاع السياحة في مصر شهد تقدما ملحوظا خلال العام الحالي من حيث عدد الوفود والحجوزات وتنوع القطاعات السياحية التي جذبت أوروبا وآسيا على وجه الخصوص. في جميع دول العالم، هناك مواسم صعود وتذبذب في قطاع السياحة. ومما لا شك فيه أن الأحداث السياسية تشكل عاملا حاسما في هذا التغيير. وقد يؤثر التصعيد في المنطقة على السياحة بشكل عام. لكن من المتوقع أن يؤدي احتواء الدولة المصرية لـ (حادثة الإسكندرية) والتحقيق فيها والهدوء إلى تقليل تأثير هذه الحادثة.
وقال وزير السياحة والآثار المصري، أحمد عيسى، في سبتمبر الماضي، إن “مصر تستهدف الوصول إلى 15 مليون سائح بنهاية عام 2023”. وأشار إلى أن القطاع يشهد “نموا بنسبة 40% في حجم الحركة السياحية القادمة إلى مصر خلال الفترة من يناير إلى يوليو من العام الجاري، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي”.
أبرز الأحداث الأمنية التي يتعرض لها الإسرائيليون في مصر
وأدى الحادث الأمني الخطير في الإسكندرية إلى مقتل إسرائيليين اثنين ومرشد سياحي مصري. وهي ليست الأولى من نوعها منذ توقيع مصر وإسرائيل على معاهدة السلام عام 1979، إذ سبقتها عدة حوادث. بدأ الأمر بحادثة رأس برقة عام 1985، والتي قُتل فيها 7 إسرائيليين بعد أن أطلق الجندي المصري سليمان خاطر النار عليهم من بندقيته أثناء حراسة الحدود عند النقطة 46 في نويبع بجنوب سيناء.
وفي عام 1990، قتل الجندي المصري أيمن حسن 20 جنديا إسرائيليا، بينهم قائد في الموساد، وأصاب 21 آخرين بعد أن وصل إلى نقطة تبعد 13 كيلومترا عن مدينة إيلات على خليج العقبة، على الطريق الذي يربطها بمدينة رفح، ووصلت إلى مطار النقب. وأطلق مراقبون على الحادثة اسم “رأس النقب”.
وفي فبراير/شباط 2012، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده وثلاثة مسلحين في تبادل لإطلاق النار مع مجموعة قال إنها قادمة من مصر.
وفي إبريل من العام نفسه، وعقب الإطاحة بنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن سيناء تحولت إلى قاعدة لـ “الإرهابيين” بعد إطلاق صاروخ من سيناء على منتجع البحر الأحمر الإسرائيلي. في إيلات دون وقوع إصابات.
وبالقرب من معبر العوجة، وفقا للسلطات المصرية، قُتل عامل إسرائيلي خلال اشتباكات بين المهربين وحرس الحدود المصريين في عام 2016 كجزء من أنشطة مكافحة التهريب.
وفي يونيو/حزيران 2023، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين بالرصاص قرب الحدود مع مصر بعد أن اخترق مجند مصري من قوات أمن الحدود الدولية الحاجز الأمني، وتبادل إطلاق النار مع جنود إسرائيليين، وقتل المصري. جندي في تلك الاشتباكات.
وحادثة الإسكندرية الأخيرة هي السابعة في هذا السياق، رغم اختلافها لأنها موجهة للسياح وليست حادثة حدودية.
اكتشاف المزيد من دليل شمول
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.