على الرغم من الأزمات المختلفة، أظهرت صناعة السياحة التونسية مرونة ملحوظة، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن السياح الجزائريين يشكلون أكبر مجموعة من الزوار الأجانب في البلاد.
على الرغم من التأثير الكبير لقيود الأزمة الصحية الناجمة عن فيروس كورونا، شهدت صناعة السياحة التونسية انتعاشًا كبيرًا في عام 2023. مع زيارة 8.8 مليون سائح أجنبي للبلاد، بزيادة نحو 50% مقارنة بالعام السابق ومتجاوزة مستوى 2019 البالغ 8.7 مليونوحقق القطاع إيرادات بلغت 6.7 مليار دينار تونسي، أي ما يعادل حوالي 2 مليار أورو. وفي هذا العام، تبدو السلطات متفائلة، وتتوقع عددًا أكبر من الزوار، حيث توقع المكتب الوطني التونسي للسياحة (ONTT) أن يصل عددهم إلى 9.6 مليون زائر.
وحتى 31 ماي، ارتفعت تدفقات النقد الأجنبي من قطاع السياحة التونسي بنسبة 7.9%، كما ارتفع عدد السياح بنسبة 6%.
وترحب هيئة السياحة بعودة تونس القوية إلى الأسواق الأوروبية، خاصة في أوروبا الشرقية وأرمينيا ومولدوفا ورومانيا وألمانيا وإيطاليا.
وعلى الرغم من الحرب المستمرة في أوكرانيا وما نتج عنها من اضطرابات في الرحلات الجوية مما أثر على الأسعار، فإن العديد من الروس يزورون تونس.
والجدير بالذكر أن المجموعة الأولى من الزوار الأجانب تأتي من الجزائر المجاورة، بالإضافة إلى السوق المحلية التي تمثلها الجزائر. جدير بالذكر أنه في عام 2023، زار 2.7 مليون جزائري تونس، أي ما يقرب من ثلث إجمالي السياح الذين يدخلون البلاد. علاوة على ذلك، في الفترة من 1 يناير إلى 10 يوليو 2024، سافر أكثر من 1.4 مليون جزائري إلى تونس للسياحة، وفقًا لفؤاد الواد، ممثل المكتب الوطني التونسي للسياحة (ONTT) في الجزائر. بالإضافة إلى ذلك، قدمت ليبيا، وهي دولة مجاورة أخرى، ثاني أكبر عدد من الزوار لتونس في عام 2023، حيث بلغ عددهم 2.1 مليون زائر.
وتعتبر فرنسا إحدى الدول التي يساهم سياحها في صناعة السياحة التونسية. لكن هناك تراجعا منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر. صرح رئيس FTAV (الاتحاد التونسي لوكالات السفر والسياحة) أن تونس تقدم قيمة أفضل مقابل المال مقارنة بالعديد من الوجهات الأخرى، بما في ذلك اليونان وفرنسا وإسبانيا والمغرب ومصر.
اكتشاف المزيد من دليل شمول
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.