ووفقا لتقرير صادر عن اقتصاديات السياحة، فإن السياحة العالمية تتعافى تدريجيا من الوباء وتقترب من المستويات التي شهدتها عام 2019، والتي كانت أرقاما قياسية. على الرغم من القيود المطولة في الصين، أكبر سوق للسياحة في العالم، فمن المتوقع أن يصل السفر الدولي إلى 86% من مستويات ما قبل الوباء في عام 2023. وفي الوقت نفسه، وصل السفر الترفيهي بالفعل إلى 90% من مستويات ما قبل الوباء. وفي حين أن الانتعاش مستمر، فإن هذه الأرقام تعد مؤشرا إيجابيا لهذه الصناعة.
أصبح السفر الترفيهي يتمتع بشعبية متزايدة، حيث يمثل 60% من إجمالي أكثر من 1.26 مليار رحلة دولية متوقعة هذا العام. وتعد فرنسا وإسبانيا أكبر دولتين تستقبلان السياح بغرض الترفيه، بواقع 72.4 مليون و70.8 مليون زيارة على التوالي. تليها الولايات المتحدة (41.8 مليون) وتركيا (45.5 مليون).
بعد الوباء، كان التعافي في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا ناجحا، وفقا للخبراء. إن أهمية السياح الصينيين ملحوظة، لأنها القطعة المفقودة في التعافي، مما يدفع الخبراء إلى التفاؤل بالعام التالي.
وبالمقارنة مع عام 2019، شهدت منطقة الشرق الأوسط ارتفاعًا بنسبة 13%، وهي الأعلى بين جميع المناطق. وفي المقابل، سجلت منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكبر انخفاض بسبب القيود الصارمة التي فرضتها الصين على التأشيرات، والتي تم رفعها فقط في بداية هذا العام.
وفي الوقت نفسه، في أمريكا وأوروبا، أصبحت المستويات الحالية قريبة بالفعل من تلك التي كانت قبل أربع سنوات، مع انخفاض بنسبة 4٪ و 3٪ على التوالي. تبرز المملكة العربية السعودية باعتبارها الدولة التي تشهد طفرة هائلة في السياحة، مع زيادة ملحوظة قدرها 64٪. ويعود هذا التطور الإيجابي إلى انفتاح البلاد وإطلاق العديد من المشاريع السياحية. ويؤكد التقرير أيضًا على الزيادات الكبيرة في السياحة التي شهدتها ألبانيا (43٪) وبولندا (35٪) على التوالي. بالإضافة إلى ذلك، تتوقع الدراسة نموًا كبيرًا في قطاعي السياحة في إسبانيا وتركيا بحلول عام 2024.
ويشير التقرير إلى أن التعافي في خطر بسبب ارتفاع تكاليف السفر على المدى القصير. وارتفع متوسط أسعار رحلات الطيران بنسبة 36% مقارنة بمستويات ما قبل الوباء، في حين زادت عروض الإقامة والعطلات بنسبة 23% و22% على التوالي.
علاوة على ذلك، هناك مشكلة مستمرة تتمثل في نقص العمالة. في عام 2019، استغرق ملء الشواغر ما متوسطه 3.5 أسابيع، ولكن هذا العام، استغرق الأمر خمسة أسابيع في المتوسط. أحد أسباب هذه الصعوبة هو الارتفاع الحاد في أسعار المساكن في المناطق السياحية، مما يجعلها أقل جاذبية للعمل هناك.
يعترف خبراء السياحة أنه في بعض الأماكن، أصبح تشبع السياحة مشكلة مهمة تدركها الصناعة تمامًا. يسعى منظمو الرحلات السياحية جاهدين لتجنب تحويل مواقع معينة إلى حدائق ترفيهية. في حين أن السياحة جزء أساسي من الاقتصاد، إلا أنها يجب أن تكون متوازنة مع احتياجات السكان وإدارة الوجهة. هناك مناقشات مستمرة حول الحد الأقصى لعدد الأشخاص الذين يمكنهم زيارة بعض الأماكن، ويتم بذل الجهود لتقييد عدد الزوار إلى هذه الوجهات السياحية المفرطة.
اكتشاف المزيد من دليل شمول
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.